إذا الشعب يوماً اراد الحياة = فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي = ولا بد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة = تبخر في جوها ، واندثر
فويل لمن لم تشقه الحياة = من صفعة العدم المنتصر
كذلك قالت لي الكائنات = وحدّثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفِجاج = وفوق الجبال وتحت الشجر
إذا ما طمحت إلى غاية = ركبت المنى ونسيت الحذر
ولم أتجنب وعور الشعاب = ولا كبٌةَ اللهب المستعر
ومن لا يحب صعود الجبال = يعش ابد الدهر بين الحفر
فعجّت بقلبي دماء الشباب = وضجت بصدري رياح أٌخر
وأطرقت أصغي لقصف الرعود = وعزف الرياح ، ووقع المطر
وقال لي الأرض لما سألت: = أيا أم هل تكرهين البشر؟
ابارك فيالناس أهل الطموح = ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان = ويقنع بالعيش عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة = ويحتقر الميت مهما كبر
فلا الأفق يحضن ميت الطيور = ولا النحل يلثم ميت الزهر
ولولا أمومة قلبي الرؤم = لما ضمت الميت تلك الحفر
فويل لمن لم تشقه الحياة = من لعنة العدم المتتصر