عندما حدث إعصار "كاترينا" بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2005، وخلف دمارا واسعا ـ الخسائر في الممتلكات المؤمن عليها فقط نحو بلغت 34 مليار دولار ـ عزا أمريكيون الدمار إلى "غضب الرب"، وأنه كان "عقابا" على قبول المسئولين الرسميين لما كان يرتكب من "آثام ومعاصي" في "نيو أورلانز" أو ما وصفته جماعة "توبي أمريكا" Repent America بـ" مهرجان الانحلال الجنوبي" Southern Decadence، والذي كان يحضره عشرات الآلاف من الشاذين جنسيا في الحي الفرنسي الذي دمره الإعصار تدميرا كاملا.
وعندما أصيب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "آريل شارون" بالجلطة في بدايات صيف عام 2006، عزا إسرائيليون وأمريكيون مرضه بأنه "غضب من الرب" وفي شهر ديسمبر من ذات العام، وفي برنامجه اليومي الشهير"نادي 700" على شبكة "شبكة الإذاعة المسيحية"، قال الإذاعي المحافظ والمرشح السابق لانتخابات الرئاسة الأمريكية "بات روبرتسون" إن "الجلطة" كانت "ردا من الله" على "تقسيم الأرض المقدسة"!
اعتبر "روبرتسون" مرض شارون "رسالة" من الرب " يقول فيها لأي رئيس وزراء لإسرائيل يقرر أن يقسمها ويتخلى عنها "لا.. فهذه أرضي".
وأضاف "إنه كان يقسم أرض الرب وأقول الويل لكل رئيس وزراء لإسرائيل يتخذ منهجا مماثلا."
كلهم أتاهم المسيح
في كتابها "الحرب الصليبية الأخيرة" قالت الصحفية الأمريكية "بربارا فيكتور": إن غالبية المحافظين الجدد الذين التقتهم من رجال أو نساء في مجالات السياسة والعلم والاقتصاد، أكدوا لها أن " اتصالا مباشرا قد حدث بينهم وبين المسيح"!
تقول "باربارا": إنها اكتشفت من خلال مقابلاتها لاستكمال أبحاثها ودراساتها "أن بلدها أصبح فريسة للتطرف واللاعقلانية".
يقول "ديفيد بارسونز"، أحد أبرز النشطاء الأصوليين في الولايات المتحدة: "إن الكتاب المقدس يوصي بمباركة اليهود... ونحاول أن نفعل ما يوصينا به الكتاب المقدس... فعودة اليهود هي أكبر علامة على أن غايات الرب لخلاص الأرض تتحقق وكذلك كل وعوده ليس للشعب اليهودي وحده وإنما لكل البشر".
ويعلق إيمانه بالرب على هذا الشرط قائلا: "ما لم يف الله بوعوده لإسرائيل وللشعب اليهودي، كيف سيمكنني أن أنتظر منه أن يحترم ميثاقه معي كمسيحي"؟!
ناشر النسخة العربية لكتاب "الحرب الصليبية الأخيرة" أحصى عن الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش الابن بعض أقواله في ذلك الشأن :
- إن الله شاء لي أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
- لا يمكن للمرء أن يكون رئيساً لهذه البلاد (الولايات المتحدة) من دون الإيمان بالله، ومن دون قناعة بأننا الأمة الوحيدة الخاضعة لأوامر الله.
- من لا يؤمنون بيسوع المسيح، بمن فيهم اليهود، سيذهبون إلى الجحيم.
- أنا ملتزم كأي مسيحي خلاصي، وهذه طريق بلا نهاية.
-لقد اختارني الله للأمريكيين جميعاً، ديمقراطيين أم جمهوريين، مسيحيين أم يهود. في المحصلة أنا في عهدة جلاله.
وأول أمس 4 يناير 2008 ، رأي رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن "العناية الإلهية" جاملت إسرائيل وساندتها بتولي جورج بوش رئاسة الولايات المتحدة، ونيكولا ساركوزي رئاسة فرنسا، وأنجيلا ميركل مستشارية ألمانيا، وجوردون براون رئاسة وزراء بريطانيا!
المفارقة هنا، أنه لم يعد ثمة فارق تقريبا بين الغرب والشرق، فيما يتعلق بالجدل حول علاقة الدين بالسياسة، الفرق يكاد يكون في التراث السياسي للتجربتين، ففيما تكتظ خبرة الأول ـ وذلك لدمويتها ـ بكل ما يبعث عن الفزع والخوف بل والرعب من عودة "الدين" في إدارة الدولة علاقاتها الخارجية، فإن تجربة الثاني سيما الإسلامي، لا زالت تتبوأ مكان الحلم الذي تتوق وتطمئن إليه النفوس التي أنهكتها عقود الذل والظلم والقمع والفساد. [/frame]
__________________