أخيرا يقول الدم العربى ..
تساويت و الماء ...
أصبحت لاطعم ...
لا لون لا رائحة ...
أخيرا ...
يقول الدم العربى ...
أسيل ...
فلا يتداعى ورائى النخيل ...
و فاتحة للغناء ..
و من رئتى مذبحة !
أغوص بذاكرة الرمل ...
وجهى عروس تخطفها الموت ،
و القاتل الهمجى ...
تغيب ملامحه ...
و يغيب الهوى العربى ...
قاومت ...
فانفلقت بى فقاعة ،
و انطفأت ،
أحكمت فوق ملامحها قبضتى ،
و استرحت ..
أغوص بذاكرة الرعب ،
وجهى سحابة يم ،
تعشش فى كل بيت ،
و تترك بعض عناكبها فى تراب الملامح
وجهى الذى يتشكل فى كل حال ...
و يلبس أقنعة لا تبوح ...
وينظر فى رحم الغيب ...
ماذا تجن الغيوم ؟
و ماذا تقول البروق ؟
و ماذا تخبئ عاصفة فى العروق ؟
و دمدمة فى الؤوس ؟
و أشبهت الليلة البارحة .
**********
أخيرا يقول الدم العربى :
المسافر عبر العواصم ...
و المجتمع خلف الحواجز ...
و المتناثر فى كل أرض ،
تعبت ....
و هذى بقية لحمى ،
و هذى هوية جلدى ...
و بعض ملامح أرضى التى سكنت فى العيون ،
تعبت ...
فمن يحمل عتى بقية يومى ...
و أشلاء حلمى ...
و يمضى ...
تعبت ...
الدروب يلاحقها الموت ...
يسكنها الصمت ...
و القلب يملؤه القهر ،
و الشاحنات الرجيمة ...
ترتد عبر الزوايا شظايا ...
تعبت ...
المدى ... لا يبين
الصدى ... لا يبين
و وجهى مازال منسحقا ...
فى جبين الرايا ...
تلاحقه اللعنة الجامحة !