السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة في الرثاء جعلها النقاد من أجمل قصائد الرثاء
وقد قالها الشاعر أبوالحسن التهامي في الوزير أبي الطاهر بن بقية الذي قتله عضدالدولة
والعجيب أن عضد الدولة تمنى لو كان هو المصلوب وكانت قيلت فيه!!!!
قال أبو الحسن:
علو في الحياة وفي الممات لحق أنت إحدى المعجزات
كأن الناس حولك حين قاموا وفود نداك أيام الصِـــــلات
كأنك قائم فيهم خطيباً وكلـهم قيام للصَـــــــــلات
مددت يديك نحوهم احتفاءً كــمــدهما إليهم بالهبــات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن يضم علاكــ من بعد الممـات
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا عن الأكفان ثوب السافيات
لعظمك في النفوس تبيت ترعى بحـــراس وحفـاظ ثقـــــات
وتشعل عندك النيران ليلاً كــذلك كــنت أيام الحيـات
ركبت مطيةً من قبلُ زيدٌ علاها في السنين الذاهبات
وتلك قضية فيها تأسٍ تباعد عنـك تعييــر العــدات
ولم أر قبل جَذعك قط جذعاً تمكن من عناق المكرمــــات
أسأت إلى النوائب فاستثارت فأنت قـتيــل ثأر النائبـــات
وكنت تجيرنا من صرف الليالي فعــاد مطالبـاً لك بالتـــرات
وصير دهرك الإحسان فيه إلينــا من عظيــم السيئــات
وكنت لمعسر سعداً فلما مضيت تفرقوا بالمحسنــات
غليل باطن لك في فؤادي يخفف بالدمــــوع الجاريات
ولو أني قدرت على قيام بفرضك والحقوق الواجبات
ملأت الأرض من نظم القوافي ونحت بها خلاف النائحــات
ولكني أصبر عنك نفسي مخافة أن أعد من الجنـات
ومالك تربة فاقول تسقى لأنك نصب هطل الهاطــلات
عليك تحية الرحمن تترى برحمــــات غواد رائحـــات